لا تكن السبب في انعدام الثقة بين الآخرين

كان شخصاً يمتلك فرساً أصيلة ويعتز بها لأنها من الفصائل النادرة ، وكانت الفرس مغرية لكل من وقع نظره عليها ويسيل لعاب كل من شاهدها . حاول الكثير إن يشتروا هذه الفرس من صاحبها ولكن دون جدوى ، وعرض عليه البعض مبالغ مغرية وكبيرة جداً من اجل اقتنائها منه ولكن صاحبها أبى إن يبيع فرسه الغالية . 
وذات يوم وهو سائراُ في إحدى الطرقات خارج قريته شاهد رجل ملقى على الأرض ويتلوى من وجع في بطنه ، وقف بالقرب منه وسلم عليه وسأله عن حاله فرد الشخص انه يتلوى من مغص في بطنه ويحتاج إلى مساعدته ، هنا نزل صاحب الفرس من ظهر فرسه وأراد إن يساعد الشخص المتوجع ، وقام بحمله ليركبه على ظهر فرسه ويقودها بيده لكي يصله إلى اقرب طبيب من اجل علاجه . 
لكن بعد ما استقر المتوجع على ظهر الفرس وامسك بلجام الفرس ، ركل الفرس وهرب بها ، عندها علم صاحب الفرس إن هذه مكيدة وقع فيها وهذا المتوجع أراد الاستيلاء على الفرس بهذه الحيلة .
فناداه صاحب الفرس بصوت عالي إن الفرس هدية لك ولكن لا أريدك إن تكون السبب في انعدام الثقة بين الناس . 
خجل اللص من هذه الكلمة التي وقعت عليه كوقع السيف ، وعاد وارجع الفرس إلى صاحبها واعتذر له .

بالفعل يجب علينا إن نتعامل بشفافية وبصدق مع الآخرين ، من اجل إن لا نكون سبباُ في انعدام الثقة بين الناس ، والأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية كثيرة تؤكد على التحلي بالصدق وهو طريق النجاة . 

اللهم لا تجعلنا سبباُ في انعدام الثقة ولو مع شخص واحد لا مع مجتمع بأسره